تشهد الكاميرون اليوم الأحد عملية اقتراع حاسمة لاختيار رئيس جديد للبلاد. ومع تركيز الأنظار على المنافسة المحتدمة بين المرشحين، برزت قصة غريبة وغير متوقعة لتهيمن على المشهد في وسائل التواصل الاجتماعي. حيث انتشر خبر مفاده أن صورة نجم كرة القدم العالمي، المصري محمد صلاح، ظهرت بشكل غامض ضمن القائمة الانتخابية في مركز الاقتراع “نجاونديري الثالث”.
لم تكن هذه المعلومة مجرد إشاعة عابرة، بل أكدت عدة وسائل إعلامية، بعد عملية تدقيق وتحقق دقيقة، على صحة الخبر المثير. وأشارت التقارير إلى أن الصورة تظهر فعلياً على الموقع الرسمي للهيئة المسؤولة عن تنظيم الانتخابات في الكاميرون، والمعروفة اختصاراً باسم “إليكام”. هذا الاكتشاف غير العادي حول القصة من مجرد حديث للمستخدمين إلى واقعة مثبتة أثارت فضولاً واسعاً وتساؤلات عديدة.
بعد أن تأكدت وسائل الإعلام من وجود الصورة على الموقع الرسمي، كشفت عملية التحقيق عن طبقة أخرى من الغرابة تجعل الحكاية أكثر إثارة للدهشة. حيث لوحظ أن الاسم المرافق لصورة محمد صلاح في القائمة الانتخابية لا علاقة له على الإطلاق باسم اللاعب الحقيقي. بل إن التركيبة الأحرف المستخدمة في حقل الاسم تتطابق بشكل كامل مع الأحرف الموجودة في الصف الأول من لوحة المفاتيح ذات التخطيط “AZERTY”. هذا التشابه المطابق يشير بقوة إلى أن من أدخل البيانات ربما كان يختبر النظام أو أدخل الاسم بشكل عشوائي دون قصد.
لم تخلُ ردود الأفعال على هذه الواقعة من جانب فكاهي، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة و”ميمز” ضاحكة استقبلت ظهور نجم عالمي في سياق انتخابي بعيد كل البعد عن ملاعب كرة القدم. تحول محمد صلاح، دون قصد منه، إلى موضوع رئيسي للنقاش في يوم انتخابي حاسم لدولة أخرى. إلا أن هذه المفارقة الطريفة لم تمنع خبراء وناشطين من تسليط الضوء على جانب آخر أكثر جدية.
هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان وأذكت مخاوف قديمة كانت معلقة حول مدى مصداقية وموثوقية القوائم الانتخابية في الكاميرون. يشير ظهور مثل هذا الخطأ الفادح، والذي يصل إلى حد إدراج صورة شخصية مشهورة عالمياً مع اسم وهمي، إلى وجود ثغرات محتملة في عملية المراجعة والتدقيق التي تسبق إجراء الانتخابات. وهو ما يطرح تساؤلات حقيقية حول إمكانية وجود أخطاء أخرى، ربما أقل طرفة ولكن أكثر تأثيراً، قد تؤثر على نزاهة العملية الديمقراطية برمتها.
في الختام، تبقى قصة ظهور محمد صلاح على القوائم الانتخابية في الكاميرون لحظة جمعت بين المفارقة الطريفة والقلق الجاد. فهي من ناحية قدمت لحظة من الترفيه في خضم أجواء الانتخابات المشحونة، ولكنها من ناحية أخرى كشفت عن هفوات محتملة في نظام إدارة العمليات الانتخابية. بين الضحك الذي أثارته الصورة والاسم العشوائي، والتساؤلات الجوهرية عن الشفافية والدقة، تذكرنا هذه الواقعة بأن حتى أبسط التفاصيل قد تحمل في طياتها دلالات كبيرة على مصداقية المؤسسات وأهمية اليقظة والمساءلة الدائمة لضمان نزاهة أي استحقاق انتخابي.
